قصص من الإبادة الجماعية ضد الايزيدية – قلعت لحاه واستمر يحاول الاعتداء عليها
الباحث/ داود مراد ختاري
كثيرة هي القصص التي سيتوقف عندها المؤرخين و الكتاب ومودني و موثقي جرائم تنظيم داعش- ولكل واحدة من هذه القصص مواقف ومحطات مهمة بقت في مترسخة في ذاكرة اصحابها ..
الناجية الايزيدية ( غ- ب ) تسرد قصتها عندما اختطفها عناصر تنظيم داعش في آب 2013 ..
تقول ( غ – ب ) كنا عائلة مكونة من خمسة أفراد (شقيقتين وثلاث اشقاء) القي عناصر تنظيم داعش القبض علينا في منطقة (كورا عفدو) ، بعدما نهبوا كل شيء منا ، قيدوا اشقائي أمام ناظرنا وحملوهم الى جهة مجهولة ثم أخذونا الى بناية فرع شنكال للحزب الديمقراطي ثم من هناك الى تلعفر وبعدها الى سجن بادوش.
تقول ( غ – ب ) كانت العوائل التي أختطافها باعداد هائلة وبعد أيام أخذوا الاطفال من الامهات ثم حملوا النساء الكبار في السن بالسيارات وبعدها أخذونا الى مدرسة الأزاهير في تلعفر ... بحسب ( غ – ب ) لم يبقوا كثيرا في تلعفر وفي الليل تم نقلهم الى الموصل وأسكنونا في واحدة من الدور لعائلة المسيحية... لم يبقوا كثيرا هناك بعدها تم نقلهم الى مدينة الرقة السورية.
تقلو ( غ – ب ) في في موقع حجز النساء في مدينة الرقة تم اختيار الجميلات للأمراء ومسؤولي الدواعش ثم فتحوا المجال لبقية مقاتليهم كي يختاروا لهم الفتيات وكأنه سوق الغنم.
وتضيف اصبحنا حصة احد المقاتلين فنقلنا انا مع شقيقتي وبنت عمي الى دار أحدهم بقينا أربعة ايام هناك ، ثم حولونا أنا وشقيقتي الى مدينة الحمص في دار شخص عجوز بلحية بيضاء طويلة، قال لنا : من اين انتن، فقلت له : نحن ايتام الابوين من أهل شنكال.
تقول ( غ – ب ) قال الرجل العجوز : ستكونا خادمتين للدار وطلب مني أن أنظف المطبخ، وناد علي كي أذهب اليه بعد نصف ساعة ، لكني رفضت الإقتراب منه، حاول التحرش بشقيقتي لكنها رفضت أيضاً فشهر فوهة البندقية في رأسها فصرخت من الخوف، هجمت عليه ولزمت لحيته الطويلة وسحبتها بكل قوة وغضب (غضباً شديداً) فقلعت لحاه من جذورها ...
قال الرجل العجور غاضبا : الا تخجلين من قلع لحيتي، أسمعته الشتائم أيضاً، فضربني بالعصا كثيرا، وخلال ثلاثة أشهر كنت أتوجع من هذه الضربات...
بقي الحال كما هو فترة بقائنا في منزل الرجل العجوز – لا أتذكر اسمه الصحيح.
ناد على رجل آخر كي يساعده في المحاولة للاعتداء علينا ، هجم الاثنان علي وقيدوا يدي وعصبوا عيوني وطرحوني أرضاً وجلس الرجل العجوز على قدمي واراد أن ينزع ملابسي لكني رفسته بكل قوة على صدره فوقع صارخاً على ظهره..
تضيف ( غ – ب ) ناديت ربي كي أتخلص من هذا المجرم واستطعت ان أفك قيود يدي ، في هذه الاثناء نتيجة الخوف والمشهد الذي رأته من محاولة الرجل العجوز للاعتداء عليي ولصغر سنها وقعت شقيقتي وأصبحت في غيبوبة تامة.
قال له الشخص الثاني انها لا تود الزواج منك فان أردتهما كخادمتين لديك فليعملا والا فليتركا الدار.....
تروي ( غ – ب ) بقية اجزاء القصة فتقول : أقسم أمام الرجل بان لايتحرش بنا بعد الان، فليعملا كخادمات، بقينا شهرين عنده ويتعامل معنا بكل قساوة، كان قاسيا ولايمنحنا من الطعام سوى صمونة مع قنينة ماء صغيرة، ووضعنا في السرداب المظلم بلا إنارة لا نعلم متى تشرق الشمس ومتى تغيب، نندب حظنا.
تقول ( ع – ب) انهم استطاعوا ان يتحملوا الظروف القاسية كي لا يمس شرفنا.
لكن يبدو ان الوضع لم يسير كما كانت ( غ – ب ) تريده لنفسها ولشقيقتها أذ تضيف : بعدها بشهرين باعنا الرجل العجوز الى رجل داعشي آخر (مغربي الجنسية – لايحضرني أسمه ) في (ريف حمص) بمنطقة صحراوية، كان إنساناً ظالماً أستعمل القساوة معنا أكثر من الرجل العجوز، وقال: اني اشتريتكما من اجل راحتي في الفراش ، رفضنا طلبه، ضربنا لكننا أصرينا على موقفنا، تم سجننا في غرفة وشهر المسدس في وجهي فقلت له: أتمنى ان تطلق الرصاصة من مسدسك كي أتخلص من هذا العذاب، لكنه رفض أن يقتلني وغادر الدار الى القتال قائلاً: سوف اعود غداً من القتال ويتم تنفيذ طلباتي دون قيد أو شرط وبلا قيل وقال ، رفعنا أيادينا الى السماء ودعونا من ربنا بان لايعود سالماً...
بقينا في الغرفة يومين دون ان يعود، عطشنا وجعنا وهلكنا من كافة النواحي لان الانسان بحاجة الى الحمام أيضاً، ولا نستطع فتح الباب، بعدها جاءنا شخص وفتح لنا الباب قائلاً: ان الرجل الذي اشتراكما قد قتل في المعركة قبل يومين وكنت معه، وطلب مني قبل الوفاة بان أبيعكما وإرسال المبلغ الى أطفاله في المغرب، لذا سلمني مفتاح الدار، ((ولولا مسألة مبلغ البيع وارساله الى أطفاله لما سلم المفاتيح الى هذا الرجل وخلال مدة أكثر من أسبوع لكنا امواتا في هذه الغرفة المقفلة)) .
تضيف ( غ – ب ) قلت له: لماذا لا تبيعنا الى أهلنا في العراق سوف يدفعون لك المبلغ التي تطلبه، فرد قائلاً : لا نبيعكما الى الايزيدية بأي ثمن كان ويتم البيع حصرا الى مقاتلي الدولة الاسلامية... بقينا ايام في وضع مزري لا نعرف ما اذلي سيحصل لنا ألا أن جاء شخص داعشي وقال له: لماذا لا تسمح لي بان أخذهما الى داري لكني لا أمتلك دينار واحد، وان هذا الشخص المغربي قد قتل ودفن وكيف يتم تحويل مبلغ بيع هاتين الفتاتين الى أطفاله في المغرب ؟ !!!!،
ويبدو ان هذا الحارس أراد التخلص من هذه المشكلة أيضاً فطلب منه أن يعلم مسؤول المنطقة بذلك وتسجيل اسمائهن بأنهم سبايا لديك.
بقينا اربعة أشهر في دار المقاتل الداعش نساعد زوجته ونرعى أطفاله، كان يقاتل في الجبهات ولا يأتي الى البيت الا ثلاثة أو اربعة أيام في الشهر.
و تقول ( غ – ب ) في ريف حمص هناك منطقة شبه تلال (قراج) تم بناء مغارات كبيرة فيها بواسطة الحفارات في كل ملجىء ثلاث غرف، فيها العديد من النساء الايزيديات واطفالهن يلعبون هناك وهؤلاء العوائل لا يستطعون الهرب من تلك الصحراءووقفت عندهم عدة دقائق، شاهدت أكثر من تسع مغارات ( أنفاق ) ولكل مغارة ثلاث غرف.
وتضيف : في أحد الايام سألت المقاتل الداعشي عن مصير إثنين من أشقائي فقال: لقد قتلنا العديد من رجالكم ولدينا سجن كبير جداً وسري للغاية فيه الكثير من رجال الايزيدية أيضاً، لكنه لم يعلمني بموقع السجن بالرغم من الحاحي، ولا نعلم مدى صحة قوله...
قضت ( غ – ب ) اياما عصيبة في ظل قبضة تنظيم داعش و شاهدت صور ومآسي لايمكن ان تمحو من ذاكرتها – رغم عودتها وتحررها من قبضة تنظيم داعش وذاكرتها المليئة بالالم ألا انها استطاعت العودة الى الحياة و تلقي العلاج واستطاعت ان تكون ضخصا قويا لكن ألم تشتت وفقدان أهلها واخوتها لايزال ألما عصيا على النسيان .
يجب أن تكون مسجلا للدخول لتكتب تعليق.