القصة من اعداد الباحث داود مراد ختاري
أجبروني على شرب دم البشر
قصة الناجية (خ.ش. ق) لاتختلف كثيرا عن غيرها من القصص عند وقوعهم في قبضة تنظيم داعش في سنجار لكن الصمود والاصرار على التحدي لايزال هو ما تتميز به النساء الناجيات الايزيديات وهذه الناجية منهن
تقول - (خ.ش. ق) - خرجنا في الساعة الواحدة بعد الظهر مثل الاف العوائل قاصدين جبل ستجار هاربين من عناصر داعش وفي الطريق كانت هناك مفرزة للدواعش بين المركز والجبل فالقي القبض علينا .
تقول - (خ.ش. ق) : قيدوا الرجال الذين لايزال مصيرهم مجهولاً، وصعدوا النساء والاطفال في السيارات وتم نقلا الى عدة مواقع و أماكن حتى استقر الوضع بنا في البعاج التي شهدت مأساة العوائل الايزيدية..
تضيف (خ.ش. ق) : عائلتنا كانت تتكون من (24) فرداً، حولونا الى الموصل، في قاعة كبيرة كان يوجد بها المئات من الفتيات و الاطفال ، الأمراء يتجولون بيننا ويختارون الجميلات، ويضعوهن في غرفة خاصة، ثم جاء خمس أمراء كبار فأختاروا لهم أهل الجمال من الجميلات، بقينا خمسة عشر يوما فحولونا نحن (50) فتاة الى مدينة الرقة السورية.
وقالت الناجية (خ. ش. ق/ وهي من مواليد1991 ) وهي تصف وضع نقلهم من الموصل الى سوريا بعد ثلاثة أيام جاء رجل كاهل وطلب مني واحدى زميلاتي (عمرها 25 سنة) بالنهوض، رفضنا فانهال علينا الضرب من قبل الحراس، صعدونا في السيارة بالصراخ والعويل، حولونا الى الرقة وعندما عبرنا عبر شنكال، وبالقرب من أطراف شنكال رأيت العديد من جثث ضحايا الايزيدية والكلاب تنهش بها.
واضافت (خ.ش. ق) : كانت المرحلة الثانية هي نقلنا الى مدينة الشدادي، حيث بقينا عشرة أيام محجوزين في غرفة مظلمة بلا إنارة، يجلب لنا الدواعش بعض من فضلات الأكل في ساعات المتأخرة من الليل، جن جنوننا، بعد عشرة ايام جاء المدعو (ابو تارا – من أهل بغداد) وأخذني الى داره، وتحرش بي، فعاملتني زوجته بأسوء معاملة، فقلت لها: ما ذنبي ؟ أنا مخطوفة! فقالت: لقد اصبحتِ الان (ضرتي) عنوة عني وانت كافرة، فكيف تريدين أن اتعامل معك، أو اقدم لك الأكل وانتِ لستِ مسلمة، فتذهب كل امنياتي هدراً للوصول الى الجنة، كيف لي أن ادعو الله وأصلي وفي داري كافرة وأقدم لها الطعام والكساء.. هذه كانت الصدمة التي تلقتها في وقت كانت تتصور انها أمرأة وستشعر معاناتها....
في حيرة من أمرها تقول (خ.ش. ق) قلت لها: ماذا تطلبين مني؟
اجابت زوجة ابو تارا : يجب ان تبقين قذرة جداً وتتظاهرين كمجنونة، كي لا يقترب زوجي منكِ، والا سأقتلكِ لا محال، وانهالت علي بالضرب المبرح.
واضافت (خ.ش. ق) : بعد عشرة أيام باعني ابو تارا الى المدعو (ابو غرار العراقي ) من أهل الموصل، فقال لي ابنه عمره (12) سنة: لماذا تزوجتِ من والدي؟ والله ان الوالدة في الموصل وستأتي الينا في الشدادية بعد أيام وعند مجيئها ستنزل غضب السماء على رأسك، فمن الافضل ان تختاري لك شخصاً آخر..
وسط هذا الخوف و التهديد تشير (خ.ش. ق) الى تلك الايام : في احدى الايام ترك ابن ابو غرار بابا الشقة مفتوحاً، فهربت ودخلت داراً قريبة ، لكنهم أعلموا مالكي، جاء وأخذني وجلدني بمئات الجلدات، وأزرق جسمي وفقدت الوعي، فباعني الى المدعو (ابو زبير الليبي عمره 25 سنة) وضعني في كرفانة، وبقيت وحيدة في الكرفانة لمدة شهرين لم أرَ بشراً غيره، يذهب الى المعارك في ديرزور نهاراً ويعود ليلاً ، لم يأكل ويشرب معي قط، ويعتدي عليي ويضربني باستمرار بحجج عدم الالتزام بالاوقات المحددة للصلاة وأنني لا احفظ الكثير من الآيات، ويضع لي حبوب في الأكل فكنت في أكثر الأوقات في نوم عميق.
قالت (خ.ش. ق) تشرح احدى الصدمات التي شهدتها من ابو زبير الليبي قائلة : في إحدى الأيام طلب مني أن أشرب دم البشر، فرفضت وقلت له: لا استطع! ساتقيـــــــــأ! لكنه شهر السلاح في وجهي، وسكب الدم في قدح فيه قليل من الشربت وأجبرني على الشرب، لذا شربت دم البشر، بعدها حاولت الانتحار مرتين بواسطة الكهرباء، لكن فشلتُ في محاولاتي ، كان يتناول الأكل مع اصدقاءه في احدى الكرفانات ويجلب لي معه من فضلاتهم، كان يعاملني بقسوة، ذهب الى أهله في ليبيا للإجازة فباعني الى زميله (ابو براء الليبي).
تضيف (خ.ش. ق) : حينما عاد حاول ارجاعي لكني رفضت لانه كان قاسياً معي، وبقيت سبعة أشهر عند (أبو براء) كان يزرقني بأبر منع الحمل بالاضافة الى اعطائي لحبوب وما كنت اعرف ما هي تلك الحبوب، الجميع كانوا قساة في التعامل يضربوننا بالسياط والاحزمة ووحوش عند الفراش، لاينفع معهم التوسل ولا الصراخ والعويل.
الامر السيء الذي تشير اليه (خ.ش. ق) : عند الجلسات كانت اغلب أحاديثم عن السبايا ودون خجل كل واحد يقول: أن أفعل بسبيتي كذا وكذا، وفي أكثر الأحيان يشاهدون الأفلام الإباحية الجنسية، ويطبقونها على سباياهم.
بقيت سنة وأربعة أشهر عند الدواعش لم أرَ أنهم قد اعادوا الاطفال الذين يتدربون على السلاح الى أمهاتهم كما وعدونا .
ومن القصص التي بقت في ذاكرة (خ.ش. ق) هو أن الطفلة (س. ع. ق) عمرها سبع سنوات، أخذها ارهابي ودخل عليها واشتكت لي عن معاناتها اثناء الفراش لكونها صغيرة لا تتحمل والارهابي وحشي لايجيد لغة الرحمة، فبكيت لحالها، وناديت ربي بان يفتح لنا باب النجاة.
وتقول ان انقطاع اخبار اهلنا كان تاثيره علينا كبيرا وما الذي حل بهم عنا تضيف (خ.ش. ق) : ذات مرة ذهب (ابو براء) الى قرية كوجو، والتقى مع شقيقي وشاهدت المقطع المصور بالفيديو، حينها أدركت بان عائلتي أحياء لكن تحت ظلم الدواعش، وهددني في أية محاولة للهرب سوف أقطع رأس شقيقك.
وأضافت : بعد شهر طلبت منه أن أزور عائلتي، وفعلا زرت قرية كوجو، أبلغوني بان عائلتك تم نقلهم الى جهة أخرى، بعد دقائق جاءت فتاة ايزيدية لم أكن أعرفها صافحتني وقبلتني وهمست في أذني قائلة ً: أبشرك بان عائلتك قد وصلت الى بر الامان وهي تسكن الآن في مجمع شاريا/ محافظة دهوك، وإنت من الان تستطيعين الهروب من أيدي هؤلاء الظالمين، سررت بالخبر.
سألني ابو براء ماذا قالت هذه الفتاة كانت تتهمس في أذنك وتتكلم بالكردي ؟ قلت لها نعم قالت بان شخصاً قد أخذهم كي يرعوا الاغنام، فذهبوا .... وقلت لهم وماذا نفعل الان؟
تشير (خ.ش. ق) بعد سبعة أشهر هربت من منطقة باب العمر في سوريا ، لكن القي القبض علي، وأنهال علي بالضرب بشيش من حديد، ثم جاء اربعة إرهابيين واغتصبوني ففقدت الوعي من الالم التي تعرضت له نتيجة العنف الجنسي ..
وتكمل (خ.ش. ق) قصة الماساة في قبضة تنظي داعش باعني ابو براء الليبي الى الأمير (ابو خالد) في مدينة الحلب، داره كان مستودعاً للأسلحة المتنوعة، فيه العديد من الحراس، لم أكن أحضر الطعام فهؤلاء الحراس هم من يجهزون لهم ويبعثون لي حصتي .
ذات مرة دخلت الى مستودعات الأسلحة كي أعرف ما يمتلكون من الأسلحة والذخيرة، هجم علي الحراس وضربوني ضرباً مبرحاً وبقت اثار الضرب على جسمي لأيام طوال .
وتضيف (خ.ش. ق) اصبحت على اتصال مع الاهل، بعدما حصلت على الموبايل اذلي كنت أخفيه عنهم، وذات مرة علم (ابو خالد) باني امتلك الموبايل، يبدو ان أحد الحراس قد رآني أو سمع عندما أتصل بأهلي، فطلب مني أن أسلمه لكني أنكرت بان أمتلك موبايلاً، فطلب من الحراس الستة بالاغتصاب المستمر لحين الاعتراف وتسليم الموبايل.
اعتدوا علي جنسياً اياما وبالرغم من الاعتراف وتسليمه الموبايل، لكن سنحت الفرصة للحراس بالإستمرار في ممارسة الاغتصاب يومياً، لان الأمير هو من أجاز لهم، وكانوا يمارسون الجنس بشكل وحشي ..
اشارت (خ.ش. ق) بعد ثلاثة أشهر باعني الى ابو محمد الجزراوي – سعودي الجنسية الذي طلب مني الالتزام في مواعيد الصلاة وحفظ الآيات القرآنية – لقد حفظت عشرة آيات- ثم باعني الى (ناصر الرمبوسي) ونقلنا الى قرية رمبوسي بسنجار وكنا اربع فتيات انا و (غ، ن، أ ) في منزله ، هربنا الى قرية (قابوسي) لكن صاحب الدار اتصل بالدواعش، وما رأينا الا خمسة من الدواعش الارهابيين جاءوا الينا، ثم تفرقنا، أخذوني الى أمير البعاج، فقرر أن يتم اغتصابي من قبل كافة الحراس في المقر عقوبة على محاولتي الفرار .. فعندما دخل الحارس الرابع بعد اغتصابي من قبل (ثلاثة) فقدت الوعي، لا أعلم بشيء آخر، هل تم اغتصابي من قبل الآخرين وأنا فاقدة الوعي أم لا ؟
واضافت (خ.ش. ق) قصص تناقلها من شخر الى اخر وكل واحد اسوء من الاخر قائلة : باعني امير البعاج الى شخص آخر، فأخذني الى داره، عاملني بقسوة، وكانت والدته أقذر منه، كانت تناديني (الكافرة القذرة) كنت اتوسل بها وأقبل يديها كي ترحمني ولا تضربني، لكنها كانت دموية لا تمتلك ذرة من الرحمة والشفقة...
تحملت (خ.ش. ق) صور ماساوية من الاعتداءات و الانتهاكات و الاغتصاب و الايذاء والتعذيب والعقاب الى ان سنحت لها فرصة للتواصل مع اهلها الذي دفعوا مبلغ (24000) اربعة وعشرون الف دولار حتى تحررت منهم .. .
يجب أن تكون مسجلا للدخول لتكتب تعليق.