ابو عمر الشرطي الذي تاب خوفا وساعد أمرأة مسيحية رغم بطش التنظيم

ابو عمر الشرطي الذي تاب خوفا وساعد أمرأة مسيحية رغم بطش التنظيم

 

ابو عمر في الاربعينيات من العمر كان يعمل في سلك الشرطة له   ولدان وبنتان كان يعيش في بلدة تلكيف القديمة منذ زمن طويل  واحد اشقاءه  هو الاخر كان شرطيا  مثل الكثيرين  من افراد الشرطة تغيرت حياتهم في فترة سيطرة تنظيم داعش على المنطقة وأضطروا لتثبيت التوبة والتبرئة ليحفاظوا على حياتهم ً.

 

يقول ابو   عمر  :  حالها كحال بقية المناطق في سهل نينوى سقطت بلدة تلكيف بيد العصابات الارهابية بتاريخ 7  - اب – 2014   يوم الخميس الساعة الثانية عشر والنصف منتصف الليل حيث بدئنا بسماع اصوات الاطلاقات النارية  وتأكدنا  لنا  ان البلدة سقطت بيد العصابات الارهابية وذلك بعد ما سمعنا اصوات السيارات المتجولة داخل الأزقة والطرق الفرعية والاشخاص الذين يترجلون السيارات العسكرية يقومون بالتكبير عبر مكبرات الصوت "الله اكبر الله اكبر " وبعد قليل من الوقت بدأوا  بالتكبير من خلال الجوامع...

واضاف رأينا أن :  الجميع خائف الجميع يترقب الجميع يجهل مصيرهم لم ننم تلك الليلة لا نعلم ماذا ينتظرنا .

 

 اضاف ابو عمر  : حدث هدوء نسبي بعدها لمدة 24  ساعة بعد دخولهم  حيث ان الجميع ملتزم ببيته لا يغادره  ..

واكمل ابو عمر سرد  الوقاع بالقول : كنت استخدم الهاتف بين الحين والاخرة للأطمئنان على اخوتي وامي وابي الذين يسكنون تلكيف ايضاً لكن  في احياء اخرى ولأني من ساكني المنطقة القديمة ( البلدة القديمة  ) فأن اغلب ساكنيها هم من الديانه المسيحية علمت بنزوح البعض منهم قبل السقوط بليلة او ليلة السقوط فبدت منطقتي من اهدء المناطق لنزوح جيراننا حتى العصافير التي كانت تؤنسنا بصفيرها لم نعد نسمع صوتها .

واضاف ابو عمر :  طبيعة البناء في منطقتي هو من الطراز القديم،  البيوت متداخلة ببعضها  ومبنية من الحجارة والجص والأزقة الضيقة وهي فارغة تعطيك شعور مخيف كنت احاول الخروج من المنزل بين الحين والاخر افتح الباب ارى المنطقة مهجورة .

 اشار لصور الخوف قائلا :  زوجتي كانت تمنعني لخوفها علي كوني شرطي ومطلوب لديهم وفي اليوم الثالث خرجت فرأيت المنطقة ومنظرها يبكي الصخر وكأنها مدينة اشباح فوصلت الى احد البيوت واذا بي اسمع صوت انين صوت شخص ما يأتي من داخل المنزل مع علمي بأن هذا المنزل لعائلة مسيحية تركوا البيت يا الهي ما هذا الصوت من الذي في الداخل...سئلت نفسي  هل العصابات الارهابية تحتجز شخص ما هنا؟ هل هناك شخص بحاجة الى مساعدة ؟ فقررت الاقتراب فبدأت اقترب بحذر خطوة خطوة حتى وصلت الى الباب حاولت التسنط فأذا بي اسمع نفس الصوت الذي تعودت على سماعه ---  طرقت الباب فارتفع صوت الأنين وتمتمة كلمات لم افهم منها شيئ وعاودت الطرق مرة اخرى ولم يفتح  احد الباب ،،،،  قررت ان ادخل عنوة فدفعت الباب حتى قمت بكسره لم اجد احد اتجهت الى الداخل فاذا بي اسمع صوت امرأة فناديت من هنا من يوجد هنا فأذا بها امرأة مسنة تسئل من انت اجبت انا ابو عمر فنادت مكررة ابو عمر تعال تعال ادخل فدخلت فوجدت الخالة شمامه في سريرها....  الخالة شمامه امرأة كبيرة في السن تجاوز عمرها السبعينيات كانت تعيش مع اسرة فقيرة يعتنون بها ويلبون حاجاتها اهلها مسافرون منذ زمن الى خارج العراق الى امريكا على ما اعتقد .

اضاف ابو  عمر : سئلتها خالة شمامه مالذي تفعلينه هنا ألم تذهبي معهم ... اجابت وهي تبكي انا طلبت منهم ان يذهبوا ويتركوني خفت عليهم لديهم اطفال وهم في مقتبل العمر وليس لديهم سيارة وانا امرأة مقعدة لا اقوى على الحركة...  وقالت بخجل ابو عمر انا جائعة لم أكل شيئا منذ يومين وقلت لها انتظريني قليلاً سنأخذكي الى بيتنا .... رفضت الخالة و قالت لا اتركني هنا في بيتي ... قلت لها حسناً حسناً عدت الى البيت مسرعاً وانا في طريق العودة اشكر الله الذي ارشدني الى الخروج واوصلني الى باب الخالة شمامه وصلت الى البيت ودخلت مسرعاً رأتني ام عمر خافت هيا الاخرى ظناً منها بأن التنظيم يلاحقني....  قالت عساه خيراً ما بك اجبتها  لقد رحل جيراننا  ولم يستطيعوا ان يأخذو الخالة شمامه  معهم وهي منذ يومين لم تأكل البسي عبائتك وضعي شيئا على راسك لكي تساعديني لنحضرها الى بيتنا  ... اجابت  زوجتي بشيء من الذهول حاضر حاضر...  ذهبنا مسرعين الى بيت الخالة شمامه سلمت ام عمر عليها وقامت بتقبيلها قالت لها  هيا سنذهب الى منزلنا ...  قالت الخالة شمامة :  ام عمر اتركيني هنا انا اعلم نفسي بأني سأتعبكم اذا اتيت...  قالت ام عمر وهي تجمع حاجياتها وعلب الادوية لا بأس نحن بحاجة الى امرأة تؤنسنا في وحدتنا  ... وقلت لها وانا اضحك خالتي سنأخذك واذا تعبنا عن خدمتك سنعيدك ... هنا اجابت ام عمر لا والله لن أعيدها  الى هنا وانتي وحيدة استسلمت الخالة شمامة لما رأت أصرارنا حملناها انا وام عمر واخذناها الى بيتنا فور وصولنا الى البيت قامت ام عمر بتحضير الاكل لها واطعمتها وبعدها اخذتها الى الحمام وقامت بتغسيلها والبستها من ملابسها وخصصنا لها غرفة خاصة بها وارسلت ابني الى أحد المضمدين لأحضار بعض العلاجات الخاصة بها واحضرها ...

يقول ابو  عمر : مرت ايام ونحن على هذه الحالة أ نستنا الخالة شمامه بعض الهموم وهي تحدثنا عن الماضي الجميل وقصصها الرائعة حتى اتى يوم ونحنُ جالسين واذا نسمع صوت الباب فتحت الباب فأذا بهم مجموعة من عناصر داعش  يرتدون ملابس سوداء يحملون اسلحة..  لم اتفوه بأي كلمة  ... قال احدهم هل أنت ابو عمر اجبت نعم ... فقال تعال معنا لدينا بعض الاسئلة سنسئلك اياها واشار الى البقية وقال خذوه..

 

يقول  ابو عمر  : عصبوا عيناي  وأخذوني الى احد المقرات الخاصة بهم داخل القضاء قالو وصلتنا معلومات انك تحتفظ بأموال وأغراض تخص جيرانك وحتى انك تعتني ببيوتهم فقلت لا هذا ليس صحيحا ...  قال احدهم هذا لن يتكلم هكذا خذوه واجلدوه قاموا بجلدي  .. ثم عادوا وقالوا ومن هذه الامرأة التي تعتني بها ... قلت انها امرأة مقعدة مريضة كبيرة في السن ليس لديها احد تركها اهلها ونقوم انا وزوجتي بالاعتناء بها واذا لم تصدقوا كلامي بأمكانكم الذهاب معي والتأكد  ..

اضاف  ابو عمر  بعد ثلاث ايام من الحجز قرروا ان يتركوني واعادوني الى البيت ودخلنا البيت سارع الاولاد لاحتضاني وسط اجواء الخوف والذعر  فأرشدت رجال  التنظيم  الى غرفة الخالة شمامه لحسن الحظ انها كانت نائمة نظروا  اليها ثم غادرو المنزل .

ويوضح ابو عمر  ذلك الموقف قائلا :  اووف يالله نفذت منهم بعدها بقليل استيقظت الخالة شمامه فرحت برؤيتي وبكت  وقالت انا السبب اليس كذلك؟  قلت لا اخذوني لأني شرطي وسئلوني ما ان كنت قد اجريت اوراق التوبة واوراق التوبة كانت كأجراء خاص بأفراد الشرطة والجيش الذين لم ينزحوا وبالفعل انا قد كنت اجريت هذا الاجراء ولدي ورقة من التنظيم الارهابي ومرت الايام والشهور حتى وصلنا الى قرابة السنه من دخول التنظيم الارهابي ساءت الحالة الصحية للخالة شمامه.

اضاف ابو  عمر  : في احد الايام  بينما كنا جالسين قالت الخالة شمامه ابو عمر لا تسيء  من افعال هولاء تقصد التنظيم الارهابي نحن نعلم بأنهم لا يمثلون المسلمين انا كل ما رأيته منكم هو الاهتمام والعناية ، عاملتموني كأني واحدة منكم ولم تقصروا بشيئ معي ، ولبيتم احتياجاتي انتم الاسلام الحقيقي انتم واجهة الاسلام،  ولم اشعر معكم سوى بالامان لذلك لدي وصية اذا مت فأدفني في مقبرة المسلمين امتنانا وشكر لما فعلته معي..

واضاف ابو عمر : للاسف  بعد يومين توفت الخالة شمامه وقمنا بدفنها حسب وصيتها وبعد اشهر من وفاتها قام التنظيم الارهابي بأستدعاء جميع افراد الشرطة والجيش الى مدرسة وذلك من اجل تجديد اوراق التوبة ذهبنا انا واخي لكن هذه المرة العصابات قامت بتكبيلنا جميعاً واغماض اعيننا واقتادتنا الى مكان لحجزنا الذي علمته انه كان داخل مدينة الموصل هذه المرة الامر مختلف لا تنوي العصابات الاجرامية تركنا ،، مرت ايام على حجزنا أنا واخي كان بجواري مقيدين بسلاسل حديدية  وفي احد الليالي بينما كنت نائما  زارتني الخالة شمامة في حلمي ناديتها خالة شمامه انتي هنا اقتربت مني ووضعت يدها على راسي وقالت لا تخف ستعود الى اولادك...  استيقظت من النوم وانا في ذهول مما رأيت .. وفي الصباح اتى شخص يدعي انه محقق او قاضي مع التنظيم  بدأ يحدثنا كل منا على حدى يسئل عن السلاح وعن اوراق التوبة وهل قام بتسليمها ام لا عندما وصل الي قال هل اعطيت سلاحك قلت لا قال هل اعطيت المال عوضاً عنه قلت لا قال لديك المال لتعطينا قلت نعم قال دعوا هذا يذهب لكي يحضر المال ويعود فأخرجوني وتركوني ذهبت الى البيت  ورايت امي وابي الكل وسط ذهول كيف تركوك اين اخوك فأخبرتهم بما حدث قالو لي الان ستقوم بتغير سكنك ولن تعود اليهم

 

ثانية ومرات ايام قلية تمكن الجيش العراقي من تحرير البلدة بالكامل واخي والرجال البقية اعداهم بالمئات لم يعودا حتى يومنا هذا ولا نعرف ما هوا مصيرهم،  اما انا اعطاني الله حياة جديدة بسبب الخالة شمامه . وفي الختام اود ان أقول للذي يقرأ قصتي لا يخدعوك بقول خير تعمل شر تلقى لكن قل خير تعمل اجر تلقى قد ينسى الناس المعروف لكن الله لن ينسا .

 

هل استمتعت بهذا القصة؟ ابق على اطلاع من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا! سوف يصلك كل القصص عبر البريد الالكتروني

تعليقات

يجب أن تكون مسجلا للدخول لتكتب تعليق.

قصص ذات صلة
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ٢:٠٨ م - وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ م - وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ٢:٠٠ م - وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ١:٥١ م - وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ١:٤٥ م - وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ١:٣٢ م - وائل حسن الشبكي
Recent Articles
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ٢:٠٨ م وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ م وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ٢:٠٠ م وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ١:٥١ م وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ١:٤٥ م وائل حسن الشبكي